ماتت وهي تنتظره…
لم تستوعب العجوز ما كُتب في الورقة، وبقيت تنتظر ابنها الذي وعدها بالعودة، بينما أدرك الشابان الحقيقة المؤلمة. حاولوا إقناعها بمرافقتهم إلى المدينة، لكنها رفضت بحزم، مصرّة على الانتظار. لم يكن أمامهم إلا أن يتركوها، إلا أنهم لم يتمكنوا من النوم تلك الليلة، وظلوا يفكرون بمصيرها.
في صباح اليوم التالي، عاد الشابان إلى الشاطئ وقلوبهم مليئة بالقلق، ليجدوا سيارة إسعاف وسيارة شرطة، وحشداً من الناس حول السيدة العجوز، التي كانت مستلقية على الرمال بلا حراك. لقد فارقت الحياة…
وعندما سأل الشابان الطبيب عن سبب الوفاة، أخبرهم أن ضغط دمها ارتفع من شدة القلق والخوف، إذ ظنت أن ابنها لم يعد بسبب مكروهٍ أصابه، متجاهلةً الحقيقة القاسية.
رحلت هذه الأم وهي تنتظره… لم تكن تعلم أن من انتظرته كان قد تركها عن قصد.
أحبائي، فلنعتبر من هذه القصة، ولنجعل قلوبنا عامرة بالحب والبر لآبائنا وأمهاتنا.