close

يجيب الشيخ الشعراوى: موضوع أن الإنسان مسير أم مخير .. أو بمعنى أخر مجبر أو مختار .. يثير فى أذهاننا بداية تساؤل:

إذن نخلص من كل هذا إلى (نتيجة) هامة وهى:
إذا كان التكليف مقصوراً على العاقل والعاقل الذى نضج عقله فيكون التكليف فى منطقة الإختيار .. ومنطقة الإختيار هى التمييز.
إذن فمن يقول أن الإنسان مسير على إطلاقه فهو مخطئ، ومن يقول أن الإنسان مخير على إطلاقه فهو مخطئ أيضاً ولكن علينا أن نحلل الإنسان إلى عناصر ، وسوف نجد فيه جمادية ونباتية وحيوانية.. وما فيه من هذه الأشياء هو مسير فيها ولا اختيار له فيها، وما فيها من منطقة الإختيار بين البدائل وهو ما يعنى العقل الذى يختار بين البدائل المطروحة هو مخير فيها.
إذن العقل وحده هو الذى يرجح الإختيار بين البدائل فمهمة العقل هى ذلك.
فالله عزوجل يقول “وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ”
ثم يقول:
“وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”

إذن النفس صالحة لأن تكون فاجرة وصالحة.
فهذه مخلوقيتها لله.
ولذلك يقول عزوجل:
” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”
إذن فالإنسان صالح لأن يتوجه لواحدة من الاثنتين .. فكون الإنسان يتجه إلى هذه الجهة أو تلك الجهة فهذا هو محل الحساب ومحل المؤاخذة.
والإسلام حينما أراد أن يتعرض لمسألة أن الإنسان مسير أو مخير .. فقد تناول على أساس أن جعل لله وصفين:
الوصف الأول هو الخالق وهو الفعال لكل شئ، والثانية أنه عدل.
ولا ينبغى لنا أن نأخذ صفة منهما على حساب الأخرى ..
فالله يفعل كل شئ وهو عدل فى ذلك.
#الشعراوي

 

مقالات ذات صلة
الصفحة السابقة 1 2 3 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
error: Content is protected !!