close

يجيب الشيخ الشعراوى: موضوع أن الإنسان مسير أم مخير .. أو بمعنى أخر مجبر أو مختار .. يثير فى أذهاننا بداية تساؤل:

إذن فما فى الإنسان من الحيوانية هو مسخر فيه كالحيوان تماماً .. ولا اختيار أو إرادة له فيه.
ومن رحمة الله العزيز القدير بنا أن جعلنا مسيرين فى هذا .. كيف؟!
فمن رحمة الله بنا أن جعلنا مسيرين فى إدارة أجهزة أجسامنا وإلا فإن إدارة أجسامنا كانت ستؤجل حتى يصير لنا عقول لكى نعرف كيف نشغل بها أجسامنا .. وهذا من رحمة الله علينا .. لأن أجهزة الجسم تؤدى أعمالها على الوجه الأكمل ونحن نائمون .. فماذا كان يحدث لو أن لنا اختيار فيها من كان إذاً سيديرها ونحن نائمون.
إذن فما فى الإنسان من جمادية ونباتية وحيوانية مسير فيها كهذه الأجناس تماماً ولا دخل أو اختيار له فيها.
ولكن قد يتساءل البعض:
متى تنفصل فيه؟!
تنفصل فيه فى الخاصية التى تجعل منه إنساناً .. وهى العقل ..
وهى الحالة التى تعرض فيها بالفعل على العقل .. يفعل كذا أو لا يفعل أو يختار بين عدد من البدائل .. حلاً واحداً.
وهى منطقة التكليف من الله.
ولهذا فإنك لا تجد أن المجنون أو الذى لم ينضج عقلياً مثل الذى لم يبلغ سن الرشد مكلف من الله .. لأن فاقد العقل الناضج لا يكلف من الله.
ولهذا فإن المجنون لا يكلف .. لماذا؟!
لأنه فقد أداة الإختيار بين البدائل المطروحة.
كذلك الأمر بالنسبة للذى لم ينضج عقله بعد .. لأنه لم يصبح أهلاً للحكم على الأشياء.
إذن ربط التكليف بالعقل وجوداً ونضوجاً .. يدل على أن مهمة التكليف هى أمر اختيارى.
ولو أن الإنسان لم مخيراً لاستوى أن يكلف المجنون وغير الناضج عقلاً والذى لم يبلغ سن الرشد بعد.

لتكملة القصة اضغط على الرقم4 في السطر التالي 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
error: Content is protected !!