يجيب الشيخ الشعراوى: موضوع أن الإنسان مسير أم مخير .. أو بمعنى أخر مجبر أو مختار .. يثير فى أذهاننا بداية تساؤل:
ومن هنا نشأت هذه المشكلة أو التساؤل ؟!
ولكن قبل أن نجيب على هذا التساؤل لابد أن نعرف حقيقة هامة وهى .. ما هو الإنسان .. أولاً .. محور التساؤل الذى هو مسير أم مخير ؟! ما هو ذلك الإنسان ؟!
الإنسان هو كائن من كائنات هذه الحياة ولكنه ليس هو الجنس الوحيد فيها.
ومع التسليم بأن الإنسان ليس هو الجنس الوحيد على الأرض بل تشاركه أجناس أخرى عليها .. إلا أن هناك حقيقة هامة وهى أن الإنسان أرقى هذه الأجناس جميعها الموجودة على ظهر الأرض.
فهناك من الأجناس الحيوانات والنباتات والجماد .. وكلها كما تعلم فى خدمة الإنسان أرقى هذه المخلوقات جميعها.
وإذا كان الجماد له حيز مثل النبات تماما إلا أن الأخير يمتاز عنه بالنمو، كما أن الحيوان يمتاز عن النبات بالحس والحركة، أما الإنسان فيمتاز عن الحيوان بالفكر.
ولكن ماذا يمثل الفكر بالنسبة للإنسان؟
الفكر معناه المقياس الذى يختار به الإنسان بين البدائل المطروحه أمامه، والأمر الذى لا بديل له لا عمل لعقل الإنسان فيه.
إذن لو أن هناك بدائل متعددة للإنسان لمواجهة مشكلة له فإنه يختار ويرجح بعقله ليختار واحداً منها حلاً لمشكلته.
ورغم أن الإنسان أعلى الأجناس جميعها إلا أنه فى الوقت نفسه فيه قدر من الجمادية وقدر من النباتية وقدر من الحيوانية.
فإذا ما حاول الإنسان مثلاً أن يرفع نفسه من على الأرض إلى أعلى فسوف يسقط تماما مثل الحجر .. وهذا فى حد ذاته يؤكد على أن قانون الجماد يتحكم فيه تماما وقانون الجاذبيه يجذبه إلى الأرض.
كذلك الإنسان ينمو وليس له دخل فى هذا النمو.. كذلك يحس ويتحرك وليس له عمل فى هذا الإحساس أو تلك الحركة .. ثم إن الإنسان أيضاً لا دخل له فى إدارة أجهزة جسمه ولا دخل له فيها مطلقاً .. فهو مثلاً لا يدير الجهاز العصبى أو يتحكم فى الدورة الدموية أو يستطيع أن يتحكم فى الجهاز الهضمى أو له إرادة على الجهاز التناسلى..
فالإنسان لا إرادة له بأجهزة جسمه ولا هو له علاقه بصنعها.
لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇