يقول مالك بن دينار – رحمه الله

يقول: فعجبت من الرجل!
فخرج من المسجد فتبعته فظل يسير بين الأزقة والدروب حتى دخل دارًا، فما وجدت شيئًا أُعلّم به الدار إلا من طين الأرض فأخذت منها وجعلت على الباب علامة..
فلما طلعت الشمس تتبعت الطرق حتى وصلت إلى العلامة فإذا هو بيت نخّاس يبيع العبيد..
فقلت: ياهذا إني أريد أن أشترى من عندك عبدًا..
فأراني الطويل والقصير والوجيه..
فقلت: لا لا، أما عندك غير هؤلاء؟
فقال النخاس: ماعندى غير هؤلاء للبيع.
يقول مالك:
وأنا خارج من البيت وقد أيست رأيت كوخا” من خشب جوار الباب فقلت: هل في هذا الكوخ من أحد؟
فقال النخاس: من فيه لا يصلح.. أنت تريد أن تشترى عبدًا”، ومن في هذا الكوخ لا يصلح.
فقلت: أراه ..!!
فأخرجه لي، فلما رأيته عرفته.
فإذا هو الرجل الذي كان يُصلي بالمسجد البارحة..
قلت للنخاس: أشتريه..
فأجابني: لعلك تقول غشّني الرجل.. هذا لا ينفع في شيء.. هذا لا يصلح في شيء!
فقلت: أشتريه.. فزهد في ثمنه وأعطاني إياه..
فلما استقر بي المقام في بيتي رفع العبد رأسه إليّ وقال: يا سيدي، لِمَ اشتريتني؟!
إن كنت تريد القوة فهناك من هو أقوى مني..
وإن كنت تريد الوجاهة فهناك من هو أبهى مني..
وإن كنت تريد الصنعة فهناك من هو أحرف مني.
فلِم اشتريتني؟!
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم في السطر التالي 🌹