قصة التاجر والعبد الكذاب:-
وهكذا سار الموكب الحزين يتقدمه (كافور) حتى خرجوا من الحي ، فقال أحد الجيران ناصحا الزوجة : إن ما نفعله ليس صوابا .. يجب أن نذهب إلى الوالي ونخبره بما حدث أولا ؛ حتى يرسل معنا فرقة إنقاذ بالفئوس والمعاول ، وإلا فلن نتمكن من إخراج الجثث بمجهودنا من تحت الأنقاض.. فاستحسنت الزوجة الفكرة .. وهكذا توجه الموكب الحزين إلى دار الوالي .. أما (كافور) فإنه توجه إلى البستان باكيا صارخا ممزق الثياب .. فلما رآه سيده على هذه الحال تملكه الفزع ، ونهض مستفسرا عما حدث ، فقال له (كافور) : عندما وصلت إلى البيت وجدته قد انهار على كل من فيه وقتله .. فقال التاجر في فزع : وهل ماتت سيدتك ؟! فقال (كافور) : ماتت سيدتي ، ومات الأولاد والبنات ، وكل من في البيت .. فبكى التاجر وقال في حزن : وهل ماتت ابنتي الصغری ؟ فقال (كافور) : الصغرى والكبرى والوسطى .. كلهم ماتوا .. فزاد بكاء التاجر وقال له : وبغلتي ، هل نجت ؟! فقال (كافور) : لقد سقطت حيطان البيت على البغلة والغنم والدجاج ، و كل شيء حي فقتلته .. كله مات .
فلما سمع التاجر المسكين كل هذه الأخبار المفجعة، و أظلمت الدنيا في عينيه، ولم تقدر ساقاه علی حمله ، فسقط على الأرض وأخذ يصرخ مرددا : وامصيبتاه .. واأولاداه .. وازوجتاه .. من جرى له مثل ما جری لي ؟! ولما رأى أصدقاء التاجر ما رأوا ، وسمعوا ما سمعوا من وصف (كافور) للمصائب التي وقعت فعلوا مثل ما فعل صديقهم ، وأخذوا يواسونه .. وبينما الجميع على هذه الحال من الحزن ، شاهدوا الموكب الحزين تتقدمه الزوجة والأولاد والبنات ، وهو يقترب نحو البستان .. ورأوا زوجة التاجر وأولاده وبناته في صراخ وعويل ، فلما رآهم التاجر أحياء ردت فيه الروح ، ونهض مستقبلا إياهم ، فقالت الزوجة وأبناؤها وبناتها : 1 حمدا لله على سلامتك .. وتعلق الأولاد والبنات بأبيهم ، غیر مصدقين أنه لم يمت… وقال التاجر : الحمد لله الذي نجاكم .. كيف نجوتم من البيت المتهدم؟
لتكملة القصة اضغط على الرقم في السطر التالي 👇