close

كانت متزوجة ولها ابنتان

بعد بزوغ الشمس اجتمع الجيشان في وادي بين القلعتين يسمى بوادي الرماد اراد جلجامش ابقاء عائلته في القصر لكنه خاف من الجواسيس الذي يعلم بوجودهم في كل مكان من قلعته فأحضر عائلته وأجلسهم في مؤخرة الجيش مع وزراءه وكبراء القبيلة وهي معصوبة العينين مخافة ان ترى الجن او يروها يحرسها جني أزرق عملاق بشكل حصان من اقوى واسرع الجن امره بالهرب بعشتار وابنتيها لأقصى بقاع الارض ان هو قتل في المعركة وذهب هو في مقدمة الجيش على يمينه الأزمل وعلى يساره ياحين

في المقابل اجتمع جيش عيقم بقيادة طنطل على يمينه مُرة وهو جني بهيئة رجل ورأس أسدٍ أمرد ضخم وعلى يساره القعقاع أمير الدخان يعتبران من أشرس المقاتلين وأقواهم وهم ابناء اعمام طنطل وفي مؤخرة الجيش كان عيقم واخوته وسامد وبقية الوزراء والحاشية الملكية

خطب طنطل في الجمع يحذرهم ويخوفهم ينصحهم بالاستسلام حتى يأمنوا على ارواحهم ان هم دخلوا تحت ملك عيقم

ثم خطب جلجامش بالقوم مذكرًا إياهم بأمجاد قبيلته وحسن مجاورتهم فيما مضى ومقبحًا اعتداءهم عليهم من دون وجه حق سوى الطمع في كنوز جدوده وخيرات قبيلته

جلست عشتار حاضنتًا ابنتيها بقلق وابنتاها يخبرانها ما يجري من حولها اذ كانت معصوبة العينين

بعد الانتهاء من الخطب برز جنيٌ من جيش طنطل يدعى نميم نصفه حصان ونصفه إنسان وله رمحٌ قصير به ثلاثة رؤوس وسلسلة طويلة جدًا بها منجل حاد

برز إليه ياحين قائد جيش جلجامش بدون سلاح

وقف ياحين في منتصف الميدان ببرود أعصاب وهيبة تليق به

كان الجميع واثقًا من فوز ياحين لكن بروزه من غير سلاح هو ما أخاف جيشه وأقلقهم لاسيما أن نميم يعتبر من الج@ن الأقوياء الذين لايستهان بهم

صرخ نميم: يالك من أحمقٍ متعجرف أتظن أنك تستطيع التغلب علي وأنت أعزل

قال ياحين بثقة وبرودة أعصاب: لست ندًا لي ولاكفؤً لأقاتلك بسيف

أثارت كلمات ياحين غضب عدوه فانطلق نميم بسرعة متجهًا نحوه وهو يلوح بسلسلته في الجو بقوة وياحين واقفٌ مكانه لايتحرك

رمى نميم بسلسلته على ياحين التي سرعان مالتفت حوله وقام بسحبه تجاه رمحه

وصل الرمح لمقدمة أنف ياحين وهو معلق في الهواء

بسرعةٍ رهيبة انتفض ياحين مكسرًا السلسلة التي كانت تقيده وامسك بالرمح الذي كان متجها اليه وسحبه باتجاهه ساحبًا معه نميم ولكمه في جبهته لكمةً كسرت جمجمته وسقط صريعًا

تعالت صرخات جيش جلجامش فرحًا وهلهلة

فطن القعقاع لخطة ياحين

القعقاع: طنطل أنه يريد تهبيط عزيمة جيشنا لعلمه أننا نفوقهم عددًا يريد ان يبين انهم يفوقوننا قوة ألا ترى كيف يستهين بنا

طنطل: أرسل له الغول جير بدون سلاح أيضًا

خرج الغول جير بسرعة يركض اتجاه ياحين كان جير غول صخري ضخم برأس ثور وله قرنان كبيران يغنيانه عن حمل اي سلاح

وصل لياحين منقضًا يريد أن ينطحه

لكن ياحين استطاع في اللحظة الأخيرة امساك قرنيه واحكام قبضته عليهما ورفعه قاذفًا به للجهة الأخرى قالبًا إياه على ظهره راطمًا به الأرض ثم نهض بسرعة وهو مازال ممسكًا بالقرنين والتف حول رأسه ودق عنقه

مرةً أخرى تعالت الهتافات والتهليل من جيش جلجامش

نظر طنطل وهو غضبان لمُرة الأسد الأمرد وقال: اذهب واجهز عليه

خرج الأسد الأمرد مُرة بفأسهِ الكبير متجهًا نحو ياحين

هذا مالم يحسب حسابه ياحين فمجابهة جني مثل مرة بدون سلاح هو انتحار

اخذ ياحين يحدث نفسه

“ماذا علي أن افعل

إن عدت لآتي بسلاحٍ قد يظن جنودي أني اهرب

وحتى رمح نميم اضحى بعيدًا

لابد من مجابهته دون سلاح ان تغلبت عليه سترتفع معنويات جيشنا كثيرًا لامجال للهزيمة هاهنا”

اقترب مُرة من ياحين فما كان من ياحين إلا ان جلس متربعًا

فهاج الجيشان اللذان كانا يتفرجان إذ مافعله ياحين يعد استهزاءً كبيرًا بخصمه

هاج مُرة واخذ يزأر وهو مسرعٌ نحو ياحين إلى

أن وصل فوق رأسه وياحين ساكن مكانه ينظر لهذا الأسد الغاضب كان فرق الحجم بينهما كبيرًا جدًا لصالح مُرة

رفع مُرة فأسه وهوى به فوق رأس ياحين

اخذ ياحين يتشقلب ويراوغ حول مُرة وكانت المفاجأة مالم ينتبه له مُرة أن ياحين كان ممسكًا بسلسلة نميم التي كانت ملقاةً تحت رجله ولفها حول مُرة ثم عاد للوراء وسحب بكل ما أتوي من قوة فارتبطت السلسلة برجلا مُرة وسقط أرضًا

قفز عليه ياحين بسرعة وربط السلسلة حول رقبته وأخذ يخنقه

أمسك مُرة هو الآخر رقبة ياحين بكلتا يديه واخذ كل واحد يخنق الآخر

وسط سباق الوقت من هو الأقوى

من يستطيع الصمود أكثر

سيتمكن من البقاء حيًا

كان الاثنان ممددان أرضًا يخنقان بعضهما والكل ينظر من بعيد بأعصابٍ كالجمر بين من يهتف ومن يشجع ومن يترقب بسكون

إلى أن سكن الاثنان

فترةً بسيطة

ثم أخذ احدهما يتحرك ببطء

إنه مرةٌ

تعالت هتافات جيش طنطل وأصيب جلجامش وجيشه بخيبة أمل

وقف مُرة متثاقلًا وهو يحمل فأسه

وهوى به على ياحين

لكن بسرعة البرق نهض ياحين وعيناه جاحظتان وغرز المنجل الذي كان مربوطًا في السلسلة في قلب مُرة

جثا مُرة على ركبتيه فانتزع ياحين الفأس من يده وفصل رأس مُرة عن جسده

اهتزت الأرض من صراخ الجيشان

واستل طنطل سيفه الناري بغضب وانطلق نحو ياحين

مأن تحرك طنطل حتى انطلق جيشه بأكمله وراءه

كانت هذه الإشارة بانتهاء المبارزات وابتداء المعركة فانطلق جلجامش بجيشه أيضًا

من سيصل لياحين ليقطعه إربًا ومن سيحميه

كان الجميع يركض ماعدا القعقاع الذي استل سهمًا ارجوانيًا وأطلقه باتجاه ياحين

وقع السهم في رقبته ثم غطاه جيش جلجامش كموجةٍ سرعان ماصطدمت بجيش طنطل كاصطدام الموج بصخر الشاطئ

والتحم الجيشان

الحلقة السابعة- الإنسية وال@جن

قصة الإنسية التي تزوجت جني

الحلقة السابعه

بعد أن التحم الجيشان في المعركة سقط ياحين الذي كان له دور كبير في تثبيط معنويات العدو ورفع معنويات جيشه وق!@تل قائد ميمنة جيش طنطل الأسد الأمرد مُرة

لحسن حظه كان السهم الذي أطلقه عليه القعقاع لم يصب مق@تلا مع أن القعقاع معروف بدقة التصويب

أخذه اثنان من الجنود لمؤخرة الجيش مع الحاشية الملكية ووضع أرضًا ممددًا ليرتاح وكان قريبًا من عشتار

مع ان عشتار كانت معصوبة العينين إلا انها كانت تسمع مايجري حولها من الحاشية الملكية الذين يتحدثون فيما بينهم

عشتار: أحسنت ياياحين

أقصر ياحين طرف عينيه لاخوفا بل تأدبا وقال: بل أحسنت يامولاتي فأنت من أحضر لنا جلجامش سالمًا من عالم الإنس لعالم الجن إن هذا لعمل بطولي وشجاع

كان ياحين هو أول من دعا عشتار بمولاتي حتى أثار استغراب من حوله ينبههم بأنها زوجة أميرهم

سرعان ما علا صوت ضربات السيوف وحمي وطيس المعركة إذ كان الجيشان مشحونان مايكفي بعد الاستعراض الذي بذله ياحين

كان جلجامش منقضًا عليهم كالباشق يفت@ك ويبطش بكل من يقابل بسيفه الصاعق

كذلك هو طنطل الذي اخذ يمزق في الجن ويقطعهم إربًا بسيفه الناري بغضبٍ شديد حتى غدا الجن يهربون منه

فجأةً واذا بكرة كبيرةٍ من اللهب ضربت طنطل وقذفت به بعيدًا

كان ذلك هو وحيد قرنٍ ضخم جدًا جدًا مربوط به منجنيقان عن يمينٍ وشمال(المنجنيق هي آلة حربية تستخدم لقذف الحجارة والسهام وكل مايمكن قذفه بواسطة ذراع فيه كفة يتحرر تحت ضغط فتل الحبال) وفوق ظهره اربعة من الجن بذخيرتهم يشدون المنجنيق ويضعون به الكرات ويشعلونها ثم يقذفون بها

اخذ وحيد القرن يركض بسرعةٍ جبارة ويصول ويجول داخل جيش العدو قاذفًا كل من يقابله بقرنه الفتاك ومن فوقه من الجن يقذفون بكرات اللهب أيضًا بواسطة المنجنيقان كان وحيد القرن هجوما جيدا لخلخلة صفوف جيش العدو

فجأةً وإذا بيدٍ كبيرة من يسار وحيد القرن امسكت به من الخلف من قرنه وهو يركض حتى اعوجت رقبته وانقلب بعد ان قام بعرقلته صاحب تلك اليد

كان ذلك هو طنطل عاد يرد الضربة التي وجهها له وحيد القرن

اصبح وحيد القرن منقلبًا على ظهره والجن الاربعه محصورون تحته يحاولون الخروج وهو يحرك رجليه محاولًا النهوض مرةً اخرى ولكن طنطل طعنه بسيفه الناري في بطنه وبقر بطنه واشتعل وحيد القرن نارًا من حرارة سيف طنطل حتى غدت امعاؤه كأنها حِممٌ بركانية احرقت من كان تحته من الجن

في نفس الوقت كان هنالك جني من جيش طنطل بشكل اخطبوط كبير له ثمانية عشر ذراعا مدببة بمخالب سامة وطويلة تسعةٌ أذرع بها سيوف وتسعةٌ بها رماح وله ثمانية أرجل كأرجل العنكبوت

دخل هذا الجني الرهيب في نصف جيش جلجامش واخذ يفتك بالجن ويحاصرهم بأذرعته يقذف بجني ويعصر آخر وحينا يبتلع وحينا يقاتل بسيوفه ورماحه

استنجد الجند بجلجامش لمجابهة هذا المسخ فشد عليه جلجامش مسرعًا

امتدت ذراع من أذرع الاخطبوط مسرعة تحمل رمحًا تجاه جلجامش تريد ضربه لكنه كان أسرع من تلك الذراع فضربها بسيفه وقطعها

لكن المفاجأة كانت حين سقطت تلك الذراع تحولت لأفعى عمياء تجري خلف جلجامش اما المكان الذي قطعت منه خرج منه ذراعان

اخذ جلجامش يحارب هذا الوحش الرهيب كلما قطع ذراعًا تحولت لأفعى وخرج مكانها ذراعان واصبحت الأفاعي حوله تلتف على جنده وتعصرهم

كان هذا الاخطبوط من اقوى اسلحة جيش عيقم اذ ارسله مرة من المرات للإفناء قبيلة كاملة نظرا لضخامته وكبر حجمه وقوته والسم الذي يسري من مخالب أذرعته واستحالة قت@له

اخيرا استطاع جلجامش الامساك باحد أذرع الاخطبوط وسحبه بشدة واخذ يدور به لكن لسوء الحظ لم ينتبه للمخالب السامة في تلك الذراع التي انغرست في كفيه وامتد السم في يديه واصيب بشلل فيهما

شلت يدا جلجامش واحاط به الاخطبوط من كل جانب فما كان من جلجامش الا ان طار عاليا لكن الاخطبوبط ضربه على رأسه ضربة بذراعه رطمت به الارض أصيب جلجامش بدوار شديد ليس من قوة ارتطامه بالارض لكن من السم الذي انتشر في جسده

اخيرا اطبق الاخطبوط على جلجامش بفمه الكبير وابتلعه

صرخت احدى ابنتا جلجامش: أبيييييييي واويلتاه ابتلع الاخطبوط ابي

واخذت الاخرى تصرخ وتبكي

احتضنت عشتار ابنتيها وصرخت بهلع شديد: ياحين افعل شيئا ارجوك

اراد ياحين النهوض لكن يبدو انه هو الآخر كان مسموما من ذلك السهم الذي رماه به القعقاع

امسكت عشتار بكلتا ابنتيها

والدمع كان قد انهمر من عينيها

من تحت تلك العصبة

ما أن رأى ياحين تلك الدموع تلمع فوق وجنتيها الحمراوتان حتى أصيب بقشعريرة في جسمه كله وحرارة في وجهه وأسر في نفسه “يالها من جميلة أو أنها قد تكون ساحرة فعلا كما اشيع عنها إن كان هذا فقط مافعله بي دمع عينيها فكيف ان رأيت عينيها حقًا”

أحس ياحين بتأنيب الضمير إذ كان ينظر لزوجة أميره وصديقه وهو قد يكون ميتًا

“لابد انها ساحرة”

أشار ياحين لأحد الغيلان وامره ان يذهب لنجدة جلجامش بسرعة

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
error: Content is protected !!