close

كانت متزوجة ولها ابنتان

طنطل: لن اعدم الوسيلة فقط اعطني الفرصة

عيقم: لك هذا ولكن حذار إن عشقتها لن احرمك من العرش فقط بل سأنفيك من مملكتي للابد

طنطل: حسنا

الحلقة الرابعة- الإنسية وال@جن

قصة الإنسية التي تزوجت جني

خارت جميع قوى عشتار من المشي تحت شمس الصحراء المحرقة وكان الظمأ قد أحرق جوفها لكن وسط هذا الحر الشديد لاحظت أن جرح النسر قد بدأ يلتأم شيئًا فشيئًا وهذا ما اعطاها املًا في الاستمرار الا انها غدت تمشي بمعدل خطوة في الثانية من شدة التعب

توقفت فجأة تنظر يمنةً ويسرة ماتدري عما تبحث فقط لتلتقط انفاسها وحين اعادت نظرها للأمام لاحظت شيئًا من بعيد بدا وكأنه شجرة

“إن كانت توجد شجرة حقًا فلابد من وجود الماء”

وجود خيال شجرةٍ من بعيد اعطاها قليلًا من الأمل فغدت تشد الخطى

” ما أظنها إلا سرابًا ولكن ليس لدي أمل غير هذا السراب سأتبعه أما أن أصل للماء أو أن أكون تقدمت لمبتغاي”

كلما كانت تمشي كانت الشجرة تكبر والمسافة بين خطوات رجلاها تكبر وسرعتها تزيد

أخيرًا وصلت للشجرة وأخذت تبكي من الفرح من غير دموع حين وجدت بئرًا بجانب تلك الشجرة

” الشكر لك يارب أرجو أن يكون به ماء”

اقتربت من البئر وسحبت الحبل المعلق به إلى ان اخرجت دلوًا مليئًا بماء عذب

” يالله الشكر لك”

كادت ان تشرب ولكنها تذكرت حبيبها

” لابد انه عطشان مثلي ترى هل يستطيع ان يشرب؟”

قربت الماء من منقاره لكنه لم يشرب فقامت بفتح منقاره قليلًا ولكنه لم يشرب ايضًا فما كان منها إلا ان وضعت قليلًا من الماء لتبل لسانه به عل هذه القطرات تصل جوفه

كررت هذه العملية عدت مرات إلى أن اطمأنت انها ادخلت قليلًا من الماء في جوفه ثم جلست مستندة على الشجرة واخذت تشرب بنهمٍ شديد

كان الماء باردًا جدًا لدرجة انها شربت الدلو كاملًا من حلاوته

” الحمدلله ما ألذ هذا الماء، مسكينٌ من م١ت عطشانًا في حر صحراء”

بعد ان استعادت نشاطها وحيويتها همت بالنهوض لملأ الدلو مرةً اخرى لتحمله معها في مسيرتها وحين كانت تسحبه سمعت صرخةً مفزعة من شدة الفزع سقط الدلو من يدها في البئر

نظرت وراءها باتجاه الصوت لتجد أن الشجرة قد بدأت تتحول لعجوز شمطاء مخيفة ذات شعر طويلٍ جدًا كان المنظر جدًا مفزع

ارتعدت فرائصها واصيبت برجفةٍ شديدة ولكنها اسرعت لحمل نسرها وانطلقت هاربة

سمعت صوتًا من ورائها وهي تركض

“كيف تجرأين”

“كيف تجرأين”

أخذت تركض وهي ترتعد خوفًا ولكن دون جدوى فقد أحاط بها شعر ابيض يابس كأنه كان يركض معها التف حول رجليها وأسقطها أرضا حتى انفلت النسر من يديها وسحبها ذاك الشعر الى ان اعادها لتلك العجوز

كانت تلك هي “السعلاة” فصيلةٌ من الجن تسكن القفار والصحاري على هيئة امرأة عجوز ذات شعر ابيض طويل يابس وفمٍ دون أسنان فقط نابان طويلان وعينان مخيفتان كعينا أفعى تقتل الانسان خنقا وتأكله

طوقت يداها ورجلاها وبطنها ورقبتها وعشتار ترتجف خوفًا وقد أيقنت أنه لاسبيل للفرار أو القتال هذه المرة

صرخت السعلاة: كيف تجرأين

تشربين من مائي دونما استئذان

 

 

 

تسرقين دلوي

وتهربين دون اعتذار

قد جنيتي على نفسك ايتها الإنسية الحقيرة

ورفعتها عاليا ورطمت بها الارض بشدة

اصيبت عشتار بدوار في رأسها مع ألمٍ شديد ونهضت بصعوبة وهي تترنح

فطوقتها السعلاة مرةً اخرى ورفعتها مقربةً إياها

عشتار وهي ترتعد: أرجوك سامحيني قد كنت عطشى وكدت أموت ولم أعلم أن هذا البئر يخص أحدًا

السعلاة: ستموتين الآن ولكن علي أن اتأكد ان موتك سيكون مصحوبًا بألمٍ شديد هذا جزاء من يتجرأ على مائي

عشتار: الرحمة أرجوك لم أكن أعلم أن هذا ماؤك سامحيني أرجوك أنا آسفة

السعلاة: لااااااا

لاينفع الندم الآن ستدفعين حياتك ثمنًا لحماقتك وجرأتك

وأخذت تخنقها

السعلاة: إن كان مائي قد روى عطشك فجسمك النحيل سيسكن جوعي

واخذتها تخنقها بشدة حتى كادت عشتار ان تموت

عشتار: أرجوك اتركيني أعيش أنا أمٌ لطفلتان ولدي زوجٌ مريض

ضحكت السعلاة ضحكًا شديدًا وقالت: هل تظنين أني سأرثي لحالك.. يالك من غبية

عشتار: أرجوك ان كان هناك ما استطيع عمله للتكفير عن خطأي فأنا مستعدة ولكن لاتقتليني أرجوك

السعلاة: ليس لديك شيء يمكن أن استفيد منه سوى ان تكوني وجبة غدائي هه

عشتار: سأطعمك إن تركتيني أعيش متى ماحضرتي لعالم الإنس سأعطيك كل مالذ وطاب كل يوم سأكون لك خادمة

السعلاة: لا أريد طعامك أو خدمتك لكن إن كنت تريدين الحياة سأتركك تعيشين بشرط واحد

أنزلتها على الأرض أخيرًا

أخذت عشتار تلتقط أنفاسها واضعةً يديها على حلقها من الألم وأحست بقليل من الأمل

عشتار: أشكرك أيتها المرأة الطيبة سمي شرطك وسأنفذه مهما كلفني الأمر

السعلاة: هل انت متأكدة؟؟

 

عشتار: نعم بالطبع سمي ماشئت فقط اتركيني اعيش

السعلاة: لا أظن أنك ستوافقين على شرطي من الافضل ان آكلك

عشتار: لا لا أرجوك لقد وافقت على شرطك قبل ان اسمعه فقط سمي ماشئت

السعلاة: هل هذا وعد؟؟

عشتار: نعم أعدك أن أنفذ ماتطلبيني أرجوك أخبريني بشرطك

السعلاة: حسنًا مادمتي قد قطعتي وعدًا سأعلمك بطلبي ومبتغاي لكن أحذرك إن اخلفتي بهذا الوعد لن يستطيع أحدٌ من الإنس أوالجن مساعدتك سنلتزم بالاتفاق نحن الاثنتان ولن تتجرأ إحدانا على النكث به

احتارت عشتار ولكن بحسب الظاهر لايوجد لديها خيارٌ آخر عدا الموافقة فأي شيء سوى المoت

عشتار: حسنًا أعدك

السعلاة: جميل جدًا

طلبي وشرطي ومبتغاي أن أشاركك في زوجك

انصعقت عشتار من طلب هذه الجنية

إلا أن السعلاة اردفت: في كل شهر عند اكتمال القمر اتلبسك واشاركك زوجك ليلةً واحدةً فقط

انتم معشر نساء البشر دائمًا تقولون أن المoت أهون لديكن من أن تتشاركين زوجك مع أحدهم فهل تفضلين المشاركة أو المoت الآن قرري وتذكري أنك وافقت وعاهدتيني ولن يستطيع أحدٌ من الإنس أو الجن التدخل في هذا الاتفاق ومساعدتك.. ماتقولين؟؟

اخذت عشتار تفكر بحرقة واخذت تحدث نفسها

” لا أريد أن يشاركني أحدٌ في زوجي ويستحيل أن أشارك هذه الجنية الشمطاء ولكن مالعمل ليس هناك حيلة أما أن أوافق أو أموت”

ونزلت دمعةُ حرقةٍ من عينيها ما إنه لابتزازٌ صعب

السعلاة: تبا لك أيتها الإنسية هل توافقي أو تموتي هيا بسرعة

حين سمعت عشتار هذه الكلمات لمعت فكرةٌ في عقلها إن نجحت ستكون قد نجت بحياتها وتخلصت من هذه العجوز للأبد

عشتار: حسنًا.. أوافق على أن أشاركك في زوجي ” الإنسي” للأبد مرةً في كل شهر تتلبسيني وهذا بيني وبينك لن يعلم أحدٌ به

ولايحق لإحدانا الإخلال بهذا الشرط

السعلاة بفرح شديد: كرري ماقلتي ثلاث مرات

كررت عشتار ماقالت ثلاث مرات ونظرت للسعلاة التي كانت فرحةً جدًا بانتصارها

السعلاة: حسنًا لقد تم الأمر، لقد شاركتك في زوجك الإنسي للأبد اذهبي الآن وحين اكتمال القمر من كل شهر سأجدك أينما كنت

عشتار: حسنًا ياشريكتي الوداع الآن لكن هل يمكنني استعارة قليلًا من الماء لأروي عطشي

السعلاة: خذي هذه القارورة ستعينك في سفرك

عشتار: أشكرك

السعلاة: اغربي عن وجهي الآن وتذكري موعدنا عند اكتمال القمر اتلبسك واشاركك في زوجك

مشت عشتار وهي تهم الخطا بسرور ونصف ابتسامة ونشوة انتصار، لم يخطر ببالها أن تخدع جني من قبل وصلت للنسر وحملته على عنقها واكملت مسيرها حتى ابتعدت واختفت عن السعلاة

في هذه الأثناء دخل كبير الوزراء سامد على الملك عيقم الذي كان جالسًا وحده بعد الاجتماع

عيقم: مايشغل بالك؟

سامد: مايشغل بالك

عيقم: هل تعتقد أنه يستطيع مجابهة تلك العينين مرةً أخرى؟

سامد: عندي اقتراح إن سمح لي مولاي

عيقم: تفضل ياصديقي

سامد: إنه ابنك وولي عهدك وقائد جيشك اعتقد أنه من المخاطرة وضعه في اختبار كهذا

عيقم: أنت تعرف طنطل عنيد جدًا ولن يتنازل عن مطلبه سيقحم نفسه في اختبارٍ هو مهلكه

سامد: لهذا جئتك يامولاي. ماذا لو جعلنا إحدى الجنيات تتشكل على صورة عشتار ونجعله يقتلها بهذا نكون قد عززنا ثقته بنفسه وأنه أثبت كفاءته والأهم من ذلك نوهمه أنه تغلب على عشقها ونحن بدورنا نقوم بقتل عشتار

عيقم: كيف ستقتلها والخاتم

سامد: في الوقت الذي سنشن في هجمتنا سأضع جائزةً لمن يأتيني برأسها له نصف ما أملك وسأرسل لها أكثر من جني لتحتد المنافسة فحين تخور قوى جلجامش في المعركة عندها نعطيهم الإشارة بالهجوم على عشتار وقتل@ها وبهذا نقوم بتشيت قوة جلجامش واضعافه أكثر ليتسنى لنا التغلب عليه بسهولة، يقتلوها دون أن ينظروا في عينيها وعلينا أن نعد العدة لهذه المعركة يجب أن تكون قاضية

عيقم: يالك من صديق وفي أتهب نصف ثروتك فداء لي

سامد: أهب حياتي فداء لك مولاي

عيقم: لكن ماذا لو فشلت الخطة سيكون تأثيرها سلبي على طنطل لاشك، أعني فيما لو قام طنطل بقتل عشتار المزيفة وفشلت خطتك في قتل عشتار الحقيقية واكتشف طنطل أنها ماتزال على قيد الحياة

سامد: لاضير في ذلك، إذ أنه يعتقدها ساحرة

عيقم: الحق ماتقول

بعد عناءٍ طويل في حر الصحراء وصلت عشتار أخيرًا لوادٍ به عدة شجيرات لكن لايوجد ماء هنا إذ كانت الأشجار يابسة وسكونٌ غريب يحف بالوادي

أخذت تمشي بحذرٍ وخوفٍ وترقب المجهول إذ أنها أيقنت أنه لابد من وجود تحدٍ جديد هذه المرة

أخذت تبكي من الخوف وتقول” متى سأصل أرض الجن المزعومة لقد خارت قواي وعقلي لم يعد بإمكانه الصمود أمام جنيٍ آخر

ياترى هل أنا على الطريق الصحيح وهل توجد أرضٌ للجن أصلًا”

فجأة سمعت صوت رفرفةٍ تبعه صوتٌ يستنجد

“ساعدوني النجدة أنقذوني من هذا الشرير”

أخذت تبحث عن الصوت ولكن لم تجد شيئًا

هذا ماكان ينقصها إنقاذ أحدٍ ما

هي نفسها تحتاج من ينقذها

ظنت انها تهيآت أو قد تكون خدعةً ما فأخذت تشد الخطى إلى أصبح الصوت أقوى من ذي قبل

“اتركني ايها المتوحش”

نظرت تحت شجرةٍ قريبة وكانت المفاجأة

وطواطٌ صغير يعض على جناح فراشةٍ وهي تستغيث

كادت عشتار ان تهرب عنهم بعيدًا لكنها أشفقت على الفراشة وتذكرت ماحل بها

” إن هذه الفراشة تمر بنفس مامررت به مذ دخلت هذه الأرض المرعبة لابد أن أنقذها من براثن هذا الوطواط الشرير”

فحملت حجرًا صغيرًا وألقته بجانب الوطواط محاولةً إخافته

“اتركها ايها الشرير”

بسرعة ترك الوطواط الفراشة التي ولت هاربةً بسرعة أما الوطواط كان فقد اعتلى الشجرة بسرعة واختبأ وراء غصن صغير مخبأً رأسه فقط أما جسمه فكان واضحًا جليًا

وقفت عشتار أمام هذا المشهد لاتدري ماتفعل

ثم همت بالانصراف

ما إن مشت قليلًا حتى سمعت الوطواط يناديها

“هاي أنت”

التفتت له مرةً أخرى فخبأ رأسه بسرعة

قالت عشتار بحذر: ماذا تريد؟

نظر إليها الوطواط باستغراب هذه المرة وقال: هل تستطين رؤيتي

عشتار بقلق: نعم

الوطواط باستغراب: وتسطيعين سماعي أيضًا إن هذا لعجب عجاب

أحست عشتار بالطمأنينة لسبب ما بدا أن هذا الوطواط به ظرافة استشعرتها من صوته المضحك

اقتربت عشتار قليلًا وقالت: وفيم العجب ايها الجني الصغير

الوطواط: إن كان بإمكانك رؤيتي وسماع صوتي فأنت لست بجنية

عشتار: أنا من بني البشر

الوطواط: البشر!!

يعني انت من الإنس وليس من الجن وماذا تفعلين هنا

عشتار: إنها قصة طويلة أيها الجني الصغير

الوطواط: أنا لست صغيرًا ولست جنيًا أيضًا

أنا استطيع إخافة أكبر جني في الدنيا

ضحكت عشتار

الوطواط: ألا تصدقينني أنتم بنو البشر تستخفون بكل ماهو أصغر منكم وتخافون من كل ماهو أكبر منكم

عشتار: آسفة أيها الوطواط الجميل ولكني لم اضحك منذ زمن

الوطواط: أنا لست جميلًا أنا أكره الجمال

عشتار: ما أنت إذًا لقد أثرت فضولي

الوطواط: أنا كابوس جني مخولٌ بإيحاء الأحلام المزعجة والمخيفة في نفوس الجن وهم نيام وتلك الفراشة هي الحلم الجميل لقد كنا نتنافس حتى نصل لجنيٍ نائم لكنك أفزعتني وجعلتي الفراشة تهرب وتظفر بذلك الجني سحقًا

عشتار: وهل تحلم الجن؟

الوطواط: بوجودنا نعم نحن نبث الأحلام في عقولهم النائمة نتغذى على حزنهم وفزعهم ودموعهم والفراش يتغذى على فرحهم وسعادتهم وضحكهم

عشتار: ياللعجب

الوطواط: العجب إني لأول مرة أعرف أن بإمكان بنو البشر رؤيتنا فالجن لايستطيعون رؤيتنا

الأحلام لاترى بل تُحس حتى أنتم بنو البشر حين تنامون تحسون بالأحلام لكن لاتستطيعون رؤيتها

قالت عشتار بمكر: ولكني حين أنام أشاهد أحلامي

الوطواط: كيف تشاهدينها وعيناك مغلقةٌ أيتها الماكرة

ضحكت عشتار وقالت: أنت ظريف جدًا ما رأيك أن تصحبني

الوطواط: لا استطيع فأنا جائع سأبحث لي عن جني أفزعه بكابوسٍ حتى أشبع

عشتار: ماذا لو بكيت أمامك أو أُصبت بحزن هل تشبع؟

الوطواط: امممم لم اتغذى على حزنٍ إنسي من قبل لكن لاضير من التجربة فأنت جميلةٌ جدًا وكلما زاد الجمال كان حزنه ألذ وأفضل

عشتار: هههههه أنت ظريف جدًا أرجوك اصحبني وسأشبعك حزنًا فقصتي قادرةٌ لاشك على إشباع كابوس جني

الوطواط: حسنًا ولكن بشرط

عشتار: ماهو؟

الوطواط: أن تسميني الكابوس المرعب العظيم

عشتار: هههههه لا سأدعوك كابوس فقط مارأيك

الوطواط: حسنًا

الحلقة الخامسة- الإنسية وال@جن

الإنسية التي تزوجت جني

مشت عشتار حاملةً نسرها ومعها صديقها الجديد ” كابوس” وهو وطواط مخول ببث الأحلام المزعجة والمخيفة في عقول الجن حين تنام

أخيرًا أصبح لديها من يؤنس وحدتها حتى وإن كان كابوسًا

أخذت تقص عليه قصتها وهو يتلذذ بمايسمع

إلى أن انتهت من سرد قصتها كاملة

كابوس: آه لقد اصبت بتخمة، قصتك حزينةٌ جدًا أشكرك

عشتار: إن كنت تهوى الحزن لاتتركني فالحزن وأنا رفيقان منذ زمن

كابوس: حسنًا ياصديقتي لن اتركك لقد اتضح لي ان بنو البشر يحزنون على اشياء تافهة وسهلة الهضم

عشتار بغضب: هل تسمي مامررت به من كل الاهوال والمخاطر تافهًا

كابوس: بالنسبة لهذا العالم أنت تخافين من أشياء عادية وطبيعية لكن بالنسبة لك فهي مخيفة ومفزعة وهذا مايجعلنا أصدقاء فكلما كان الخوف من شيءٍ عادي وسهل كان ألذ وأسهل أن يؤكل

عشتار: حسنًا بحسب مقاييسك ماهو أصعب موقفٍ في قصتي

كابوس: اممم.. فقدك لزوجك وابنتاك

نكست عشتار رأسها باتجاه النسر بحزن وقالت: صدقت

ضحك كابوس وقال: كم إحزانك سهل ياعشتار ستوفرين علي عناء الصيد

عشتار: زوجي المسكين علي أن آخذه لأرض الجن بأسرع وقتٍ ممكن

كابوس: تقصدين أن عليك أخذه لقلعة جلجامش فأنت في أرض الجن أصلًا

عشتار: لكني لا أرى جنًا في الأرجاء أين بيوتهم أين ضيعهم هل هم مختبئون أم ماذا؟

كابوس: كل الجن تسكن مع قبائلها وكل قبيلة تسكن قلعةً كبيرة محاطة بأسوار طويلة وعليها حراس من أشد الجن قوة يدعون بالعفاريت الحارسة، فقط الصيادون والجنود والتجار من تجديهم خارجًا والجن المنفيون طبعًا

عشتار: وأين تقع قلعة جلجامش هل هي قريبة من هنا؟

كابوس: المشكلة ليست في البعد أو القرب

عشتار: أين المشكلة إذًا؟

كابوس: كيف ستدخلين القلعة هي المشكلة الوصول لقلعة الجن شيء ودخولها شيء آخر

عشتار: ألاترى جلجامش معي حين يراه الحراس سيدخلونني لاشك

كابوس: لا أعتقد انها فكرة صائبة أنك تخاطرين بحياتك وحياته أيضًا

عشتار: هل لديك خيار آخر

كابوس: ها.. لا

عشتار: إذًا خذني إلى هناك أرجوك لقد تأخرت بما فيه الكفاية

مشت عشتار حاملةً جلجامش الذي بدا انه تحسن كثيرًا يرافقها كابوس إلى أن وصلوا لجسر طويل معلقٌ في الهواء

نظرت عشتار للجسر الذي كان يخترق الضباب لكنها لم تستطع أن ترى نهايته

كابوس: نهاية هذا الجسر تؤدي لقلعة جلجامش

عشتار: وهل عبوره آمن

ضحك كابوس بخبث قائلًا: وهلا لديك خيارٌ آخر؟؟

عشتار: اتمنى فقط أن لا أقابل أي جني

مشت عشتار تشد الخطا آملةً الوصول في أقرب وقتٍ ممكن

كان عيقم جالسًا على عرشه يفكر ويخطط للمعركة المقبلة وإذا بسامد يدخل عليه فجأةً وقد بدا على ملامحه القلق

سامد: مولاي هنالك أمر جلل

عيقم: ماذا حدث؟؟

سامد: بعد أن أخبرنا طنطل أن جلجامش مصاب والخاتم الذي تلبسه عشتار لاجدوى منه خطرت في بالي فكرةٌ لاستغلال ضعف جلجامش وخطف عشتار

فأرسلت الغراب الأسود لعالم الإنس ليتنكر لعشتار بصورة جلجامش ويخطفها

لكنه بحث عنها في عالم الإنس ولم يجدها هناك

وحين كان عائدًا مر بالسعلاة وأخبرته أن إنسية مرت بها تحمل نسرًا

نهض عيقم من كرسيه وقال: إن هذا مستحيل.. لايصدق!!

كيف جرأت هذه المرأة أن تدخل أرض الجن ولماذا لم ينتبه لها جواسيسنا ولماذا تحمل نسرًا

 

سامد: جواسيسنا متمركزون داخل قلعة جلجامش وأقرب الظن يامولاي أن هذا النسر هو جلجامش نفسه كان قد تحول عند قتاله مع طنطل لنسر وهو جريحٌ وفاقدٌ الوعي منذ المعركة

عيقم: وهي تأخذه لأرض الجن حتى يتعافى ويستعيد قواه إما أن تكون هذه الفتاة مجنونة أو ساحرةٌ عظيمة

سامد: إنها فرصتنا يامولاي إن استطعنا القبض عليها فتكنا بها وبجلجامش وانتصرنا على قبيلته دون إزهاق روحٍ واحدة

لاسيما أن جلجامش فاقدٌ للوعي إنها فرصة لاتعوض إن قتلنا آخر قائد لهم ستستسلم قبيلتهم بأكملها لنا

عيقم: بسرعة أرسل أقوى فرساننا ليأتوني بها ولكن ماذا لو حل بهم كما حل بطنطل

سامد: لاعليك يامولاي لقد تدبرت هذا الأمر

أرسلت لها ثلاثمئة جني وأمرتهم ان يقتلوها دون ان ينظروا لعينيها ووضعت جائزة نصف ما أملك لمن يقتلها ويقتل جلجامش معها

سحر الكنز لاشك أقوى من سحر هذه الإنسية

عيقم: أحسنت لكن ماذا عن طنطل؟

سامد: لم انسه ايضا أرسلت الغراب الأسود لأرض الإنس مرةً أخرى وأمرته أن يتشكل بصورة عشتار هذه المرة

وينام في سريرها

وسأذهب بطنطل حالًا ليقتله ظنًا منه أنه عشتار

عيقم: أخشى أن يكتشف الخدعة ياسامد

سامد:لهذا سأذهب معه بنفسي لاتخف

عيقم: حسنًا اذهب حالًا

بدت أسوار القلعة تتضح لعشتار التي أحست أنها اقتربت من مبتغاها أخيرًا

” أخيرًا سأصل مبتغاي

أخيرًا سيتعافى زوجي

أخيرًا سأقابل ابنتاي لقد افتقدتهما كثيرًا

لك الحمد يا إلهي”

كان في نهاية الجسر قلعة لها سورٌ عظيم وبها بابٌ كبير جدًا على جانبي الباب يقف حارسان ضخمان كبيران جدًا بدا انهما قويان ومخيفان

كانا يقفان بثقة لدرجة توحي انه مامن احد باستطاعته اقتحام هذا الباب لكن كل هذا لم يثني عشتار عن التقدم فإن نجحت خطتها لن تخاف من أي جني فزوجها أمير الجن

فجأةً أحست بالجسر يهتز اهتزازًا عنيفًا

وصوت دوي مخيف كأنه قطار قادم

نظرت أمامها كنا الحارسان واقفان من بعيد كأنهما تمثالان لايتحركا

نظرت ورائها لم ترى غير الضباب

عشتار: ماهذا الصوت ياكابوس

كابوس: لا أعلم لكن انتظري سألقي نظرة

ارتفع كابوس عاليًا جدًا ليرى ماسبب هذا الاهتزاز

ثم هبط بسرعة

كابوس: عشتااااااار اهربي كثير من الجن يركضون ورائك ويبدو انهم غاضبون جدًا وهم من القبيلة المعادية لقبيلة جلجامش

ما إن سمعت عشتار كلام كابوس حتى ارتعدت فرائصها واخذت تركض بسرعة رهيبة

لقد احست بخطورة الامر الآن، ان استطاعوا الإمساك بها لن تكون حياتها في خطر فقط بل جلجامش وقبيلته بأكملها فيما لو قتل جلجامش

ازداد الاهتزاز وبدا قويًا جدًا حتى بدأت تسمع صوت عدو أقدامٍ وحوافر

احست بهلع شديد

ودوى في السماء صوت بوقٍ كان مصدره إحدى الحراس الذي كان يراقب في إحدى الأبراج لسور القلعة

أخيرًا تحرك أحد الحارسين الواقفين بالباب ببطء

كان صوت خطواته أقوى من صوت الاهتزاز المريع الذي خلفها

أحست بالأمل مازالت المسافة بعيدة ولكن لاشك أن صرخت سيسمع صوتها

صرخت عشتار وهي تركض: ساعدني ايها الجني العملاق انني احمل جلجامش اميركم

لكن بدا ان الحارس العملاق لم يكن يسمعها

مشى إلى أن وصل لحافة الجسر

وطوق طرف الجسر بكلتا يديه ونفضه نفضةً قويةً جدًا جعلت الجسر وكأنه موجةٌ عملاقة

رمت بكل من كان فوق الجسر

هوت عشتار وأفلتت جلجامش من يدها

أغمضت عشتار عينيها وقالت: إنها النهاية لقد فعلت كل مابوسعي سامحني ياحبيبي

أما الجن الذين سقطوا معها فخرجت لهم أجنحة وكانوا يتسابقون للإمساك بعشتار

ويتعاركون فيما بينهم

قبض عليها جني وطار بها عاليًا

لكن جني آخر طار فوقه بسرعة وضربه بمطرقةٍ فوق رأسه جعلته يفلت عشتار وأخذت تهوي من جديد والجن جميعهم خلفها

كان صوتهم كأنهم قطيع ذئاب أحاط بأرنبٍ صغير يتعاركون فيما بينهم لنهشه من كل جانب

فجأةً اختفت جميع الأصوات

وهي مازالت تهوي وتسقط

مازالت مغمضةً عينيها

ولاتسمع سوى صوت حفيف الرياح

قبض عليها جني بدا انها كبير جدًا

وتوقف في الهواء

عم سكون غامض وهي معلقة في السماء

“لماذا توقف ماذا يحدث ياترى”

فتحت عشتار عينيها بخوف

“أنه جلجامش.. أنه جلجامش.. يالله أفاق جلجامش أخيرً

أفاق حبيبي نور عيني منقذ حياتي

أنه يحتضنني إنه ينقذني لا أصدق

الشكر لك يارب

الشكر لك يارب

الشكر لك يارب”

الصقت رأسها بصدره واخذت تبكي بشدة

فرحة عشتار برؤيتها جلجامش انستها رهبة الموقف والجن التي تحيط بهم من كل جانب في الهواء

أخذت تنظر لجلجامش الذي كان ينظر للجن والشرار يتطاير من عينيه لم ترى زوجها مخيفًا بهذا القدر من قبل لكن هذا غضب تحتاجه الآن لاشك

نظر جلجامش لعينيها اللتان كانتا مليئتان بالدموع وضع يده على جبينها وقال: ارتاحي ياحبيبتي لقد عانيتي الكثير الآن جاء دوري

ما إن وضع يده على جبينها حتى احست بالدفء والامان وسط الجن المتوحشون من حولهم لكن لم يهمها كل ذلك فمن كان في حضنها طول تلك المسافة المرعبة أضحت في حضنه الآن أخذت تغلق عينيها شيئًا فشيئًا حتى غابت عن الوعي

نظر جلجامش مرةً أخرى للجن من حوله كانت الجن ترتعد وكأنه كان محيطٌ بالجن وليست الجن محيطةً به

اتجه الجني ذو المطرقة مسرعًا باتجاه جلجامش وهوى بالمطرقة يريد ضرب رأس جلجامش

إلا أن جلجامش أمسك بالمطرقة وبقوة انتزعها من يد ذلك الجني ورماها من يده ثم لطم الجني على وجه لطمةً فقأت عينه ورمته بعيدًا

هجمت عليه الجن هجمةً واحدة فمد يده للخلف باتجاه القلعة وبسرعة انبثق شيءٌ قادم من القلعه باتجاه جلجامش بسرعةٍ رهيبة إلى ان سقط في يده

كان هذا هو سيفه الذي توارثه عن اجداده جيلًا بعد جيل وهو سيف بلوري تخاله ثلجيًا ويحيط به رعدٌ أزرق مخيف هذا السيف أقوى سلاح في قبيلتهم يسمى بالسيف الصاعق

ما أن سقط السيف في يد جلجامش حتى انتفضت الجن وارتعدت واخذت تهرب من كل جهة

إلى ان اختفوا جميعهم من وجه جلجامش ولم يبقى سوى جني واحد

كان هذا هو الأجهش وهو جني أبيض وشعره طويل وأبيض أيضًا خطير وقوي سمي بالأجهش لأنه يعذب عدوه ويجعله يجهش بالبكاء قبل قتله وقيل أنه سمي بذلك لأنه حين ماتت عشيقته أخذ يجهش بالبكاء سنينًا طويلة

لم يهزم قط وكان من صعاليك الجن ومرتزقتها لاقبيلة له وسلاحه عبارة عن سيف طويل جدًا ومرن مربوطٌ به خيط ليصبح كسنارة عرف عنه أنه سلاحٌ قوي وفتاك

جلجامش: أيها الأجهش ماذا جاء بك إلى هنا أنت لست من قبيلة عيقم

ضحك الأجهش وقال: وضعت جائزةٌ مغرية على رأس هذه الإنسية وقد أتيت لخطفها ونيل هذه الجائزة

أدرك جلجامش أن هذا المرتزق لن ينثني عن نيته ولابد من قتله

نزل جلجامش لباب القلعة ووضع عشتار على الأرض لكن الأجهش تبعه

أصبح الاثنان متقابلان وسكنت الريح

في نفس الوقت وصل سامد وطنطل لعالم الإنس ودخلا بيت عشتار إلى أن وصلوا لغرفتها فوجدوها نائمةً على سريرها( عشتار المزيفة)

همس سامد: هيا ياطنطل اقتلها

اطعنها بهذا الرمح اثبت لابيك انك لم تتأثر بسحر هذه الإنسية وأنك كفؤ أن ترث عرشه

امسك طنطل بالرمح واتجه الى ان وقف فوق رأسها نظر إليها

وقال في نفسه

” إنها نائمة ياله من وجه جميل لقد سحرتني فعلًا بجمال عينيها كم اتمنى لو اراهما ولو لآخر مرة”

سامد: هيا ياطنطل اطعنها

أخذت يدا طنطل ترتجف وهي ترفع الرمح

ثم سقط الرمح من يده

بسرعة بادر سامد للرمح قبل ان يستفيق الغراب الأسود وتنكشف الخطة طعنه طعنةً اخترقت صدره

طنطل: لااااالما فعلت ذلك ياسامد لماذا ياسامد كنت أريد رؤية عيناها فقط لمرةٍ واحدة

سامد: كان على احدنا فعل ذلك

أشاح طنطل بوجهه عن سامد ودمعةٌ قد سالت على خده وحرقةٌ في قلبه

خرج الاثنان من بيت عشتار متجهين لعالم الجن

كان طنطل يرتعش من كثرة الحزن ووجهه اصفر ومحطمٌ جدًا

أراد سامد أن يخفف عنه بقليل من الكلمات ولكنه آثر احترام هذه اللحظة الحزينة فلاتوجد فعليًا كلمات تخفف على العاشق مoت معشوقته خصوصا إن قتلت برمحه

حين اقتربا من قصر عيقم كان طنطل مايزال على حالٍ يرثى لها

قال سامد مشجعًا: لن يعلم أحدٌ بما حدث سأقول للملك أنك أنت من قتلها لاتخف سيبقى ماحدث سرٌ بيننا يامولاي

أشاح طنطل بوجهه عن سامد واعطاه ظهره مبتعدًا واختلا بنفسه في جناحه الخاص

كان السكون مسيطرًا حين التقى الجبلان جلجامش والأجهش في وقت غير هذا كان سهلًا على جلجامش التغلب على جنيٍ مثل الأجهش ولكن جراحه مازالت لم تلتئم تمامًا وهذا ماكان الاثنان يراهنا عليه في هذه المعركة

أمر جلجامش الحارسان بحماية عشتار وانطلق لمجابهة الأجهش

رفع جلجامش السيف للسماء فتجمعت حوله السحب وأخذت تبرق وترعد مجمعةً الرعد في السيف وكأن السيف يسحب الرعد من السحب ويستمد طاقته منها

أما الأجهش فأخذ يلوح بسيفه في الهواء بشكل دائري حتى تكونت زوبعة عظيمة

أطلق جلجامش الصاعقة الرعدية باتجاه الأجهش فما كان من الأجهش إلا وأن القى بزوبعته تجاه جلجامش هو الآخر

اصطدمت الزوبعة بالصاعقة والتحمتا

حتى غدت زوبعةً رعدية

انتهز جلجامش الفرصة وارتفع عاليًا وهوى بسيفه متجهًا للأجهش من فوق الزوبعة الرعدية

رغم قوة جلجامش الجبارة كان يفتقد لخبرة الأجهش في القتال

رمى الأجهش بسنارته على الزوبعة وسحبها ملقيًا إياه باتجاه عشتار

ارتد جلجامش مسرعًا باتجاه عشتار

إلا أن الأجهش القى بسنارته التي تعلقت على رقبة جلجامش مكان جرحه القديم وأخذ يسحبه بقوة وهو يضحك

اقتربت الزوبعة من عشتار كثيرًا

فاستسلم جلجامش واصبح سهلًا على الاجهش

سحبه بسرعة الى ان أصبحا قريبين من بعضهما البعض

بسرعة اطلق جلجامش رعدةً من سيفه باتجاه الزوبعة واصبحت الزوبعة متصلةً بسيفه فقام بسحبها بقوة

إلى أن سقطت عليه وعلى الاجهش

صعق الاثنان من الرعد بقوة

وسط الدوران الهائل داخل الزوبعة

حتى انفلتت السنارة من رقبة جلجامش

فصرخ صرخةً عنيفة واتجه مسرعًا للاسفل بكل ما أوتي من قوة وضرب قعر الزوبعة بسيفه فبددها واختفت هي والأجهش

سقط جلجامش على الأرض ونهض بسرعة

وجسمه مليء بالبرق وهو يلهث ممسكًا بسيفه ينظر يمنة ويسرة يبحث عن الأجهش

اختفت الزوبعة واختفى معها الأجهش

جلجامش: لنا لقاءٌ آخر أيها الأجهش

هدأ جلجامش أخيرًا فاتجه مسرعًا لعشتار

أخذ القارورة التي كانت مربوطةً في خصرها وبل وجهها بقليل من الماء

أفاقت عشتار وأخذت تنظر لجلجامش

جلجامش: كم اشتقت لهذه العينين..آه لقد ذهبت كل آلامي نجحتي ياحبيبتي أخيرًا أنت في بر الأمان ياشجاعتي الجميلة

عشتار: الحمدلله لقد اشتقت لك ولابنتاي أين ابنتاي قلبي متفطر عليهما

جلجامش: هما بخيرٍ لاتقلقي ستريهما

عشتار: لن أعود لعالم الإنس إلا بكم جميعًا

جلجامش: لكني لا استطيع العودة الآن وأنت أيضًا خطرٌ عليك العودة

عشتار: سأبقى معك سنواجه الأعداء معًا

جلجامش: لكني أخاف عليكِ من مشاهدة

الجن داخل القلعه

عشتار: هه لقد تعود قلبي انت لاتدري بالصعاب وبالجن الذين قابلتهم

جلجامش: انك لم ترى شيئًا

فالجن بيض وسود وصفر وشقر وعلى صورة الخيول والبغال والسباع ولها خراطيم وأذناب وحوافر وقرون ومنهم من يمشي على أربع ومنهم من له رأسان ومنهم من رأسه أسد وجسمه فيل

ومنهم من نصفه كلب والنصف الآخر قط وله خرطوم وقرد أظافره كالمنجل والحيايي والعقارب أشكال مرعبة لاطاقة لبنو البشر برؤيتها

أخذت عشتار تفكر ثم قامت بفك الخرقة التي لفت بها جرح جلجامش من رقبته وربطت بها عينيها

عشتار: ستكون أنت عيني يانور عيني

ضحك جلجامش وقال: ياللعجب بالامس كنت ترفضين مجرد فكرة أني من الجن والآن تأتين لعالم الجن معصوبة العينين

عشتار: نار الفراق ياحبيبي أحرقت فؤادي

جلجامش: تعالي ندخل القصر لترتاحي وتري ابنتيكي وتقر عينيكي بعدها تقصي علي كل مامررت به

حملها وفتحت أبواب القلعة الكبيرة أخيرًا

الحلقة السادسة- الإنسية والج@ن

قصة الإنسية التي تزوجت جني

الحلقة السادسة

دخل جلجامش القلعة حاملًا عشتار

حين أغلق باب القلعة أحست عشتار بقشعريرة في جسمها وكأنها تتذكر مامرت به

جلجامش: لاعليك ياحبيبتي أنتِ في بر الأمان الآن

وضعت عشتار رأسها على صدره وهي معصوبة العينين واكتفت بالصمت

بعد أن أدخل جلجامش عشتار للقصر قفزت ابنتاها على امهما وابيهما فرحتان

احتضنت عشتار ابنتاها تقبلهما بعد ان قامت بإزالة الخرقة من عينيها لتراهما وهي تبكي

أخيرًا التم شمل العائلة

ذهبت مع ابنتاها لمخدع ابيهما في جناح القصر وادخلاها حمامًا دافئًا ينبع ماؤه من شلالٍ عذب

ثم اخرجاها من الحمام والبساها ثوبًا ابيض حريري وجلست على سريرٍ كبير مريح جدًا

احتضنت إحدى ابنتيها وانشغلت الأخرى بتمشيط شعر أمها وجلجامش ينظر لهم بسرور

اخذت عشتار تقص مامرت به عليهم وهي تأكل من صحن فاكهة كبير

دخولها للحفرة التي تحت الشجرة

مجابهتها للأفعى

لقائها بالشق

قتالها الدلهاب

خداعها للسعلاة

وأخيرًا رفيق دربها كابوس

نهض جلجامش واحتضن عشتار: مسكينةٌ ياحبيبتي لقد مررتي بصعابٍ كثيرة حتى غدوت تهذين

نظرت له عشتار باستغراب: ماتقصد ياحبيبي

جلجامش: اعني مامررت به كله اعرفه ماعدا هذا الوطواط المسمى كابوس اخاله من مخيلتك لابد انك اصبت بهلوسةٍ من هول ما رأيتي اذ لاوجود لمثل ماتقولين في عالم الجن

اعترضت عشتار بشدة: لا انه صديقي انتم الجن ليس باستطاعتكم رؤيته لكني استطيع

انه مخولٌ ببث الكوابيس حين تنام الجن والفراشة تبث الاحلام الجميلة

جلجامش: ويوجد فراشٌ أيضًا

لاعليك ياحبيبتي لابد ان عقلك مازال مصدومًا من منظر الجن

احست عشتار بحزنٍ وحرقة: هل تظنني جننت

جلجامش: لا ياحبيبتي

لاتسيئي فهمي فبنو البشر لاطاقة لهم برؤية الجن منهم من يجن ومنهم من يموت ايضا واعتقد ماحدث لك ان عقلك من هول ما رأيتي كردة فعل اخترع شيئًا تخيليًا ليتسنى له الاستمرار ان هذا شيء طبيعي فقط نامي وارتاحي انت في مأمنٍ الآن وسنتحدث عن كابوسك لاحقًا

نهض جلجامش

عشتار: أين ستذهب لاتتركني

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
error: Content is protected !!