«أصحاب الأيكة»

قال قتادة، كان أصحاب الأيكة أهل غيضة وشجر وكانت عامة شجرهم الدوم وهو شجر المقل، ويذكر إنهم عاشوا في بلدة مليئة بالماء والأشجار بين الحجاز والشام وكانت حياتهم مرفهة ثرية فأُصيبوا بالغرور والغفلة، فأدى ذلك إلى الاحتكار والفساد في الأرض. بعث الله لهم النبي شعيب عليه السلام الذي أعطاه الله ميزة المخاطبة الحسنة والأسلوب البليغ والمقنع، حتى قيل إنه خطيب الأنبياء فدعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له وينهاهم عن الغش وأوصاهم بإقامة العدل وبشرهم وأنذرهم وبالغ في وعظهم، وإن فعلوا، فسينعمهم بعيشتهم ورزقهم، وإلا فسيخسرون النعمة ويواجهون عذابا في الآخرة، فلم يجبه القوم إلا بالعصيان والاستهزاء والسخرية. جزاء استمر شعيب يجادلهم بلطف مؤثرا استمالتهم باللين واجتذابهم بالرفق، ولكن القوم في الضلال ممعنون، وفي الغواية سابحون، فدعا عليهم فاستجاب الله دعاءه وابتلى القوم بالحر الشديد، لا يروي ظمأهم ماء، ولا تقيهم ظلال ولا تمنعهم تلال أو جبال، ففروا هاربين ورأوا سحابة ظنوها مظلة عن حرارة الشمس، وحسبوها ستارا من شدة الحر فاجتمعوا تحتها وما أن اكتمل عددهم وصاروا كلهم تحت الغمامة، حتى بدأت ترميهم بأسراب من الشرر واللهب، وجاءتهم الصيحة وعذاب الظلة من السماء، وزلزلت الأرض تحت أقدامهم حتى زهقت أرواحهم وهلكوا جميعا، قال الضحاك وكان ظلمهم بشركهم بالله وقطعهم الطريق، ونقصهم المكيال والميزان، فانتقم الله منهم بالصيحة والرجفة وعذاب يوم الظلة. وجاء في «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن»
لتكملة الموضوع اضغط على الرقم4 في السطر التالي👇👇👇





