قصة حقيقية حدثت في دمشق )) … يقول صاحب القصة
الحميدية وأيضًا للصالحية؛ وبعدها ذهبت إلى بابالجابية فدخلت محل حلويات..وكان التاجر يجلس بجانب ابنه الصغير أمام محله فقلت له: عمي أنا بدي كيلو كعك وكيلو برازق وكمان كيلو غْرَيْبة؛.ومددتُ يدي إلى جيبي لأخرج الخمس ليرات الورقية فلمأعثر عليها وبدأت بالبحث في الجيب اليمين ثم الجيب اليسار ؛ولكنني لم أجدها ….ظهر الحزن عليّ واضحًا فاعتذرت من التاجر وقلت:عمي سأعود لاحقًا لأخذ ما طلبته منكلكن التاجر نظر اليّ وإبتسم وقال:هل نسيتَ النقود في البيت فقلت له: لا بل أعتقدُأنني أضعت المبلغَ فقد كان في جيبي خمس ليراتورق.قال لي: أين تسكن يا إبني؟قلت له: بيتنا في السويداء يا عمي.قال لي: إجلس يا إبني وإرتاح شوَيّةوصَبّ لي كأس شاي وقال:تفضل واشرب شاي ورَوّق بسيطة يا إبني.جمع التاجر ما وَزَنهُ من كعك وبرازق وغريبة فيكيس ورق وقال لي: خذ هذا الكيس يا إبني وفيالمرة الجاية بتسدد لي ثمن ما إشتريت؛ الناسلبعضها يا إبني.قلت: يا سيدي أنا قد لا أعود لدمشق إلا بعد فترةطويلة وأنا أعتذر لأنني لا أحب الإستدانة.
قال: أنا متأكدٌ يا إبني بأنك ستعود وتسدد لي ثمن
البضاعة ؛ وأصرَّ عليّ أن أحمل كيس البضاعة.
أخذت الحلويات وكلّي خجل من هذا الموقف.
وودعته هو وابنه وغادرت المحل؛ وبعد أن مشيت
مسافة بالسوق وإذا بإبن التاجر يناديني فتوقفت.
قال لي: لقد وجد والدي خمس ليراتك بأرض المحل
ويبدو أنها قد وقعت منك وأبي قد خصمَ منها ثمن
الحلويات وهذا الباقي تفضل.
كانت فرحتي كبيرة لأني لم أحمل دينًا في رقبتي
من ناحية؛ ولأنني سأستطيع دفع أجرة الباص للعودة
إلى السويداء دون الطلب من أحد لأنني لا أملك
غيرها.
لتكملة الموضوع اضغط على الرقم 3 في السطر التالي