يحكى انه في زمان قبل بعثه النبي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
وذات يوم حدثت ظاهرة غريبة أكدث للرجل الصالح صدق تفسيراته ، وأوضحت للأبناء ما غاب عن فهمهم.. فقد کان رجل غریب مُسافرا في صحراء قریبة من حدیقة الرجل الصالح ، كانت الشمس مُحرقة ، والصحراء تلقي بلهيبها على المُسافر ، فتكادُ تحرق بدنه من شدّة الحر ..
وفجأة لاحظ الغريب ، المُسافر شيئا غريبا .. فجأة اختفت الشمس ، ورأى الغريب المُسافر ظلا كثيفا يتحرّك على الرمال أمامه .. توقف الغريب المُسافر ، ورفع بصره إلى السماء ، فرأى سحابة كبيرة تتحرّك فوق راسه .. كانت السحابة سوداء كثيفة ، ممّا يدل على أنها مُحملة بالماء ، وانها سوف تمطر عما قلیل …
هکذا دلته خبرته … تعجب الغریب المُسافر… فقد کان الوقت صیفا، و لم یكن موسم الشتاء، حیث تكثر الأمطار .. إذن كيف ومن أين جاءت هذه السحابة ؟ هكذا استمرّ الغريب المُسافر في خواطره وتأمّلاته ..
لكن صوتا اتيا من السحابة قطع عليه خواطره وتأمّلاته .. فقد سمع الغریب المُسافر صوتا کالصوت الادمي ، لکنه یاتي من ناحیة السحابة .. كان الصوت يأمر السحابة أن تتجه إلى حديقة قريبة وتسقط مطرها عليها لتسقيها.. قال الصوت للسحابة : اسقى حديقة الرجل الصالح ..
سمع الغريب المُسافر هذه الكلمات ، فتجمد في مكانه من الخوف، وقال لنفسه: هل من المعقول أن تتحدّث السحابة ، أو يتحدّث صوت إلى سحابة ؟ وهل السحابة كائن يعقل ويفهم حتى يستمع هذه الكلمات وينفذها ؟.. وبينما الغريب المُسافر ، شارد في خواطره وتأمُلاته ، ومأخوذ من هول ما سمع، رأى السحابة وهي تتحرك مسرعة ، وكأنها تنفذ الأمر الصادر إليها دون إبطاء أو تأخير ..