باب ما جاء في الرقى والتمائم

­­ ­
يقول رحمه الله: “باب ما جاء في الرقى والتمائم” يعني باب أحكام الرقى جمع رقية، وهي ما يقرأه الناس على المرضى والتمائم، وهي ما يعلق على الناس يسمونها التمائم، يسمونها حروزا، يسمونها جوامعا، وهي شيء يعلق على الصبي أو على المريض إما في رقبته وإما في عضده يسمونها الحروز، يسمونها الجوامع، يسمونها التمائم، وهي منكرة أنكرها النبي ﷺ وحذر منها، قال: من علق تميمة فلا أتم الله له، من تعلق تميمة فقد أشرك، وفي الصحيح أنه ﷺ بعث في السرايا وفي البعوث من يدعوهم إلى الله جل وعلا وأن يبلغهم أن لا يبق في رقبة أي بعير قلادة من وتر إلا قطعت، كان بعض الناس يعلق على الإبل القلادة من الأوتار يزعمون أنه يحفظها بذلك، فأمر النبي ﷺ بقطع الأوتار التي تعلق على الإبل من أجل حفظها بزعمهم، قلادة من وتر أو قلادة قصد بها هذا المعنى.
أما القلائد التي للقيادة وللزينة فلا بأس بها، لا بأس أن يقلد إبله وخيله على الزينة أو القيادة، لكن أما أن يقلدها لدفع البلاء وتسمى الأوتار وتسمى التمائم هذا لا يجوز لا إبل ولا غيرها.

وهكذا حديث ابن مسعود يقول ﷺ: إن الرقى والتمائم والتولة شرك الرقى يعنى المجهولة والتي فيها شرك والتي يعتمد أهلها عليها دون الله، هذه من الشرك.
وهكذا التمائم وهي الحروز المعلقة من الشرك، وهكذا التولة وهي الصرف والعطف نوع من السحر يستعمله النساء في الغالب، تصرفه المرأة زوجها إليها، وهذا يسمى الصرف والعطف، وهو من أنواع السحر، فكلها سماها النبي عليه الصلاة والسلام من الشرك، ويستثنى من هذا الرقى الشرعية الرقى بالقرآن والدعوات الطيبة غير داخلة في هذا؛ لقوله ﷺ: لا بأس بالرقى مالم تكن شركًا، وقد رقى النبي ورُقي عليه الصلاة والسلام، وقال: لا رقية إلا من عين أو حمة يعني لا رقية كاملة تامة إلا من عين أو حمة، من عين العائن، والحمة السامة من ذوات السموم.
وفي الحديث الآخر في صحيح مسلم: لا بأس بالرقى مالم تكن شركًا، وقد رقى النبي ورقي، ورقى الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فلا بأس بالرقية إذا كانت بالقرآن أو بالدعوات الطيبة لا بأس بذلك.
أما الرقية بالأسماء المجهولة أو الدعوات المجهولة أو باللغات المجهولة فلا تجوز، أو الرقية التي فيها شرك لا تجوز، فالرقى الشرعية لا بدّ فيها من شروط ثلاثة:
أن تكون باللسان العربي المعروف.
وأن لا يكون فيها محذور شرعًا.
والشرط الثالث: ألا يعتمد عليها بل يعتقد أنها سبب إن شاء الله نفع بها وإن شاء لم ينفع بها، العمدة على الله سبحانه في كل شيء.

ويقول المؤلف رحمه الله: وعن عبدالله بن عكيم رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: من تعلق شيئًا وكل إليه من تعلق التمائم وكل إليها، ومن تعلق الودع وكل إليه، ومن تعلق على الرقى وكل إليها، ومن تعلق على الله كفاه الله: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3] فالإنسان يفعل الأسباب ويعتمد على الله لا على السبب.

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 4 في السطر التالي 🌹

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!